مقالات مصطفى منيغ

لمــــذأبـــة
تأليف : مصطفى منيغ


لم يكن أصله من الديار ، بل ساقه إليها القدر ، بعد رحلة عمر لم تكن هينة ولا قصيرة ولا لمصيرها اختار. لم يكن ظهره قد انحنى أو تقوس فمال عن أداء الواجب أو تقاعس ، وإن كان الشيب تسلل لشعره بغير ميعاد ، فمن فرط النضال رفقة الشرفاء وليس البعاد، أما عيناه البنيتان لا زالتا تشعان عنه ما يخبر عن ذكاء يؤهله لنقاش مطول ، في السياسة خاصة ، المنتهي بميل الكفة لصالحه . اندفاعه صوب الحصول على مكسب حلال ، أهم الأسباب التي حط من أجله هاهنا الرحال ، ظنا أن الحال تبدل ، والناس زاد وعيها عكس الأمس ، ورواد المقاهي تبدد حديثهم لملء الفراغ ليأخذوا زمام نتاج آخر يساهم في نشر حقائق تتجلى من يائها الرغبة الشعبية في التغيير نحو الأحسن ، والحد من مد اليد .. لغرب لا يمنح بغير فائدة ، ولا يساعد دون وضع قائمة بسلسلة من الشروط أولها شؤم ، ووسطها غم وهم ، آخرها إحساس بالندم .. وحبذا لو نفع.. بعد الإطلاع .. أن المعول عليه للقيم السمحة المحلية الأصيلة باع. غيابه ملفوف بحكمة ، وحضوره مرفوق بإنعاش للحرفة ، إذ الأقلام من بعد ظهوره ، تتزود بما أمكن بالحبر الأسود ، يقدر ما يواجه طلقات أوصاف أصحابها للحدث .. بالصبر المعتاد.. مادام كير الحداد .. هامد يبقى ما لم تحركه على هواها يد. رواياته كأفكاره: التحدي النبيل لمن استبد، وعلى مكاسب الشعب جوره امتد، لذا ما يكتبه نابع من صدق الصدق.. كجو مكفهر في ظلمة عليائه يضيء بما يعلن عنه البرق ، الباطل عنده زاهق ، والحق حق .. مهما تجبر حياله من لحلاوة الحرام ذاق . له السلطة المحلية كالإقليمية تراقب ، باعثة للرصد من يصاحب ، ولو بالجلوس حيث جلس ، لتصل كلماته بالجهر أو الهمس لمن فرض عليهم شغلهم القاسي تجريد العامة من حرية إبداء الرأي ، وبقدر ما ألفوا مثل المتابعة ، لم يعد لضميرهم ( بما لحقوا بالغير من أضرار) لا شعور ولا إحساس. له مع التاريخ أروع مواقف، متى فرض الإذعان لمذلة نجده أول مخالف ، وما همه خطر ما دام للنهر ضفتان ، السابح الماهر يصل للأخرى تاركا نقطة الانطلاق للذكرى.
لم يطالب بذحله أو بثأره للأخذ ممن أذاه ، لعلمه أن الجاهل أكثر الخلق تأثرا بالإشاعة لا تختمر في ذهنه سويعة ما يسمع بواسطتها حتى يندفع لسانه كثور هائج لاختبار قوة قرنيه وصلابة جمجمته ، إن كانوا عند اصطدامهم بأي ضحية تتحرك أمامه ، على درجة كبير ة من إلحاق الفتك بها ، وإلا فهو مستعد تلقائيا لتكرار الهجوم لثاني أو عاشر مرة حتى يهمد من فرط الإجهاد ويسقط أرضا مستسلما بعد ذلك لمصيره الحتمي . لسان الجاهل مصيبة ، حين انطلاقه متفننا في سرد ما اعتبر صاحبه أنها معلومات واجب البوح بها شمالا ويمينا كعقاب مباشر بشع في حق من جاء عليه الدور ظلما وعدوانا ، مادام المكان محكوم من طرف صنف من المسؤولين في الزمن الرديء ممن جعلوا مناعة بقائهم فيه يصولون ويجولون بلا رقيب أو حسيب بما استولوا عليه من مبالغ مالية قادرة على احتضان خدامهم بأي وسيلة حقيرة كانت ، أو بنشر إشاعة تخرج الممتنعين عن الولاء الأعمى لهم من دائرة التفاهم إلى فضاء التطاحن مع ألسنة لا ترحم . وكم من جاهل جهل عاقبة فعله، لا يفطن إلا بانقطاع الزاد المر الذي كانت اليد الآثمة تشتري به لسانه، إذ لكل بداية نهاية ، والمتمكن من هدفه لا يلتفت إلى الخلف لاستقراء الوسيلة المستعملة في حصوله على متعة الوصول، لذا كل جاهل أجر لسانه لمساعدة من يدفع ، لإندحار سريع هو مقبل ، لا شك في ذلك . وكم هي الصورة القاتمة المؤلمة، المتروكة عبرة تحذر من مغبة الرضوخ فالانبطاح لعملاء الشر بتلك الطريقة المشينة العديم صاحبها العقل والضمير، طبعا الأقوياء الشرفاء معرضون للعرقلة ممن يخشون انتشار الفضيلة بزعامة الحق. حرب غير معلنة تحياها بعض الأمكنة المقسمة بما فيها إلى فرعين ، أحدهما يحمل متع الدنيا في قلبه ، والآخر لا يهتم إلا بما يقربه لجنة الرحمن ، يوم لا ملك يحكم ، ولا وزير يتباهى ، ولا عامل (محافظ) بتدخل ، ولا باشا يتمختر، آنذاك الأمر كله لله الحي القيوم لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه المصير. حرب من خاصية أخرى لا يحس بنشوبها إلا المدرك الحقيقي لما يروج في الساحات العمومية وبغض المكاتب الإدارية الموزعة على أكثر من مصلحة تختلف اساميها باختلاف قوانين هذا البلد الغير المطبقة كما يجب في مجملها ، مكاتب إدارية " السيد فيها من يمتلك الدليل ليسوق زمام المنفعة إلى حسابه في البنك (في المصرف) مسجل في شخص من يثق به والبعيد عن الشكوك ، أو يجرجر من تمادى إلى المحاكم ليخفى نفسه وراء إبعاد أي شبهة من حوله . ومهما يكن فقوة الشر المعانقة المجون بالوجه المكشوف، المستولية على حقوق الغير بدون موجب حق ، الموسعة أملاكها بالحرام لن تنهي مسيرها في الحياة الدنيوية بسلام أبدا ، إذ آت ذاك اليوم ليعمها التطاحن فيما بينها ، فيدمر كل شرير جاره الشرير مثله ، ساعتئذ لن تنفع إشاعة بشراء الجهلة لنشرها بين الناس عن " زيد" بريء أو " عمر و " شريف ، ولن تنفع حتى الأموال الطائلة التي ظنوا جميعهم بها أنها محصنة لهم ولأفعالهم ولا خوف على مستقبلهم ما دامت في حوزتهم ، وهيهات هيهات من حلم الظالمين .
لم يكن مقصرا في حق أرض اكتوى بعشقها منذ كان. حملها في وجدانه أينما ارتحل ، كزاد للذكرى وسجل لتاريخ أبطال ، عمر حسهم مهما الزمان على غيابهم طال ، أو كمنديل معطر بشذى مسك مزروعة شجرته جنب وادي فوق لجينه غصنها الشاهد على همس رفيقة مال ، متى الحنين طرق باب عاطفته مسح الجفنين به ليستيقظ من جديد فالركب متجه صوب من إذا حل وسطها ارتاح . لكن ... للأقلية مكرها، إذ لا مكان في محيطها تركته جاذبا أصحاب الأفئدة المملوءة بقيم المحبة والسلام، بل جحورا أسست لتصبح مقاما بالمسخ مهيأ لاحتضان كل مستعد للهدم، ومزارا لبقع سوداء تنشر على موائدها الملعونة ( وبالمقابل المادي) أرذل الرذائل ملفوفة أجسادها بأفاعي لقيطة يصل حفيفها سمع من ينتظر الدور مرغما ليستسلم في هدوء المغلوب على أمره مادام قد تورط وما كان كان ، إذ لا إحساس ثمة بالزمان ، فالصدر وقتها محشو بدخان ، يترك " الحمار " في التشكيل أقدر فنان ، يحرك الريشة بنعيقه لترسم : نعم لجهنم . قلة ، محمية طبيعية صارت ، بلا رسم ، وبلا قانون ، وبلا وظائف يشغلها عقلاء ، بل محطة تشم رائحتها النتنة من قرب أو بعد لا يهم وسط تلك الأرض المنكوبة بها حقا ، وإن بحثت عن حدودها كان المفروض العثور على مرشد يدلك على أول عتبة فيها إن استطاع أن يخدرك قبل الوصول إليها ، فالشبكة مدربة على أعلى مستوى ، وتفضل أن تفقع عينيك بدل رؤيتهما قلة الحياء يتحداك في دولة دينها الإسلام ، حتى لا تكون خطرا عليها ما بقيت تتوهم نفسها أنها الأخطر من الخطر بكل قياس على ذهنك خطر .

لم يكن مقصرا في أداء الواجب متى قصده عابر سبيل أو صاحب. في تحدي لمن جاء لشيمته الحميدة هذه يراقب ، من بعيد أو عن كثب أسلوب من بعثوه رهيب ، يتصدون لفعل الخير لتركها سمعة تطفئ النار وتبقي على اللهيب ، بلا زرع للأخلاق، ولا زاد لطيب مقام ، ولا تيار إنارة عادية ، ولا ماء شروب مقدر بصبيب ، ضيعة ضائعة مولاها من ناب عن كل استثمار غريب ، يتطاول كعنق الزرافة في سوق خصه القهر والحيف والتهميش لنعاج غارقة في صمت منتظم عجيب ،يشيد ما لدريهمات النكساء المقر الكئيب، ولجروح المحتاجين ما يزيدها غورا لا يجد دواء له أمهر طبيب ،ومن فغر فاه مصدوما يشخص ..ثمة مقهى (ينطح بين كراسيها لسانه المتدلي بالثرثرة كسيف.. الصدأ ألزمه الغمد لا يبرحه.. أو كمطرقة من مطاط يلوح بها مخبول العقل كمصدر قوة..) ممن يدفع فيها ثمن احتساء فنجان يتقرب، ملعونة هنيهات صدق المصدق فيها مظهر محترفي امتصاص الشفقة لضمان صحبة بالفوائد الأحادية الجانب موفقة المشحونة( لغاية ما غير سليمة) بالأحاديث المنمقة ..والإطراءات بنفاق وافتراء معمقة.. والوعود ثم الوعود من أصغرها لكل شريف ولو متقن للسباحة مغرقة .. غير صائب من ترك مواجهتها وهرب ، حتى محرار حرارة جو ينشطونه زئبقه مغشوش يتجه نحو الأسفل حينما يكون المطلوب صعوده والعكس أيضا فماذا تبقى للواقع معهم إلا الاستسلام المهان أو الإقرار بالهزيمة مع الإقامة الدائمة المصحوبة بنضال محسوم مختارة أدواته مدروسة خطواته في اقترابها من كل المرافق وتعاملها مع جميع التيارات المعروفة بجديتها أو تيك المضافة لمهازل لم يعد لها غير بضع أقنعة فطن القوم بألوانها ومصدر مصدر تحركاتها ومقدار تمويها والأعمال المطلوب منها انجازها بالكيفية والوسيلة والحيل المتبعة حتى الآن عندها ، بعدها سنعلم من يدفع منا الحساب ، ومن سيلج منزلة الانتصار ومن سيظل مهزوم الخاطر مثله ككومة روث ملقى خلف الباب ، من مع الأسد يتحاور لمستقبل المساحة ومن في مستنقع ساحة رضي بما يتجمع حوله فيها (في توافق مثالي )من الناموس والذباب. (يتبع)

---------------------------------------------------------------------------

هاجر ليتذكـــــــــــــــــربقلم مصطفى منيغ
كثيرا ما انتبهت إلى تحريف مقصود طال ذكرى الرواد الأوائل من المهاجرين بعد استقال المغرب لديار الغرب ، وخاصة هؤلاء الذين انتهت بهم الرحلة / الحلم ليستقروا إما في هولندا أو بلجيكا . كأن القصد من التحريف ، طمس بصمات ظلت محتفظة بأعمال كبيرة أصاب بها أصحابها هدف تقريب معالم الحضارة المغربية لعموم الشعبين الصديقين في الدولتين المتجاورتين ، تقاوم الجحود والنسيان ،لتصل الذروة في التسابق لشغل مناصب تخص الجالية مؤخرا كرغبة من السلطة لخدمتها خدمة خاصة لا علاقة لها لا بمصالح هذه الجالية لا هم يحزنون ، وإنما لتركيب إطار في واجهة تعرض(من خلالها)اهتمامات جلب زبناء يبتاعون السراب بعملة مشتقاتها من الصعب الأصعب. وقد قالها الصديق التطواني كلمة لا زالت ترن في أذني حتى الساعة : لن ينصفك التاريخ ولو اشتغلت لصالح بلدك في المريخ . كنت ساعتها ، وثلة من الإخوة الشرفاء نسمع ما يقال عنا في مقاهي أطريخت ، أو بعض المصانع ،أو مقرات عملنا هناك كلما نشر خبر عن حادث ما أحد المعنيين فيه مغربي الجنسية أو عربي عموما . نسمع ونتأثر ، ونجد أنفسنا مشلولين عن حركة نظهر بها أننا من أمة ذات حضارة مشرفة ، فلا نجد غير الصمت والانصراف كل إلى مشاغله تحقيقا لذاك الحلم الذي راودنا قبل الرحيل من المغرب ، المبني على امتلاك حياة أنعم وأطيب من حياتنا داخل أوطاننا أو هكذا تهيأ لنا صراحة . شخصيا لم يكن يرضيني البقاء مطأطأ الرأس كالمغلوب على أمره غير قادر على الرد المؤثر بإظهار وقائع مساعدة وبأساليب متحضرة جد مقنعة أننا عكس أية صورة مغلوطة يريد من يريد إبرازنا بها ، الفاعل الذي عادى بي لليلة من التفكير قضيتها مستيقظا ساعدني عملي كموظف استقبال في نزل "سميس" الشهير التقيد بها ، أن اخرج بفكرة ما كدت انهي عملي ذاك حتى توجهت لمكتب الدكتور "باوس" المحامي المستشار في وزارة العدل الهولندية آنذاك طارحا عليه فكرة تأسيس جمعية تعني بشؤون المهاجرين المغاربة ، مقترحا عليه في نفس الوقت أن تحمل اسم جمعية الصداقة المغربية الهولندية للمهاجرين المغاربة في "أطريخت". لم يستحسن الفكرة فحسب بل هيأ لها (من تلك اللحظة) كل أسباب النجاح بجعل نفسه مشاركا مباشرا في تسيير شؤونها الإدارية بالدرجة الأولى وبهذا لم يمر أسبوعا واحدا إلا والجمعية قد أصبحت واقعا ملموسا ، وملجأ آمنا للإخوة المغاربة الوافدين على تلك المدينة الجميلة، القاصدين خدماتها ، المدينة التي أكن لها شخصيا المحبة والتقدير لأسباب سأصل إلى شرحها مستقبلا. قانون الجمعية حررته بنفسي جاعلا منه مواكبة تشخيص ما نود الوصول إليه كمغاربة بقالب مغربي صرف يضمن لنا استقلالية القرار والسير وفق ثوابت لا يمكن تجاوزها تبقى على الصداقة المغربية الهولندية وتنميها بما هو كفيل بخلق تعاون ثنائي حقيقي في كل المجالات ، حتى يكون دور الجمعية مكملا لكل رغبة مماثلة للجانب الهولندي وغير معاكس لها. والدكتور باوس وهو رجل قانون أدرك أن الفكرة بتطبيقها كما يجب ستعد لبنة أولى تتأسس عليها ما يفتح المجال لتقارب الحضارتين الهولندية والعربية عموما ، وما يسد حاليا الخصاص بهذا الأسلوب الراقي المشجع لمبادرة عقد حوار صريح ونزيه بين ثقافتين تهدفان (لدى أصحاب النيات الحسنة) الاقتباس المتبادل مما تتفقان أنه الحل الأمثل للتعمق في معرفة كل طرف للطرف الثاني معرفة تضمن نشر التسامح والإخاء والأمن والسلام، لذا لم يجد غير مصارحتي بوجود آنسة هولندية تتقن اللغة الإسبانية (مثلي) من الأفضل ضمها إلى الجمعية حتى لا أجد أية صعوبة في طرح ما أود طرحه مترجما (الترجمة الجيدة)إلى اللغة " الندرلندية"، ولم تمر سوي لحظات على موافقتي كرئيس للجمعية ، وبعد دقيقتين من مهاتفته المعنية بالأمر، أطلت علينا الآنسة " ليدوين سمبول" ، التي لا زال محياها يداعب ذكرياتي بأدق التفاصيل حتى الآن، نحيفة بعض الشيء لكن في تناغم مع قدها المتوسط الطول ، شقراء الشعر ، بيضاء البشرة ، خضراء العينين ، بثغر لا يكف عن الابتسام ، أنثى بمعنى الكلمة ، لا أقولها بعقلية شاب أعزب وافد من شمال إفريقيا العربي ، يحيا تقاليد .. المرأة داخلها .. عالم مغلق لا يلجه إلا الراغب في إتمام نصف دينه ، وإنما بعقل إنسان احترم المرأة في كل مكان وزمان، ومع هذا الاحترام يود العثور على إنسانة تشاركه مطامح مسير على درب الحياة بهدوء وسكينة وراحة بال وانسجام لا يعكر صفاءه أي عارض في أي لحظة من لحظات البقاء على قيد الحياة . وبالرغم من المقام المهيأ كان لمثل الشروع في تخطيط ترابط لا يترك للصدفة سبيلا للانصراف دون استغلالها الاستغلال الشريف ، ظل الاهتمام بإنجاح أعمال الجمعية والخروج بها للوجود ، المسيطر الأكبر . وللتاريخ أقول : "لدوين"كان لها الفضل بعد الصديق الدكتور " باوس " في وقوف الجمعية على رجلين قويين ، حتى الأصدقاء الذين سعيت ليتم ضمهم للجمعية المذكورة : ومنهم محمد التطواني ، ومحمد الزوين ، والصغير السلاوي ، ومحمد منيصر ، ومصطفى البرابش ، والعنايا ، وعشرات آخرين ، وعلى رأسهم الصديق العزيز محمي سليمان . حتى هؤلاء في مقدور الذين لا زال منهم على قيد الحياة ، التأكيد على ذلك .
تعلمت اللغة الهولندية بقدر حاجتي لاستعمالها ، بواسطة رفيقتي في " أطريخت" " لدوين "، بل ازدادت خبرتي في التعامل مع عقلية أهالي البلد النظيف، الجميل ، المنظم ،الساحر، المحترم لأقصى الحدود ، وأيضا بمصاحبة " لدوين " ، وكلما مرت الأيام أدركت كم دور المرأة الهولندية أساسي في المجتمع من حيث تنظيم الأسرة ، اختلف ساعتها ونفس التنظيم عندنا اختلاف الليل عن النهار ، فهي القائدة المطلقة لكل الترتيبات الحياتية ، والمخططة الأهم للوصول بسفينة ذات الارتباط إلى شط النجاة المفعم بالراحة ، والطيبوبة، والنبل ، والسعادة ، والتقاعد المريح آخر المطاف، بعد قطع المحطات المحسوبة بثلاث ، أو أربع ، أو خمس عقود بطول عمر شاءه الله سبحانه وتعالى لكل إنسان من خلقه. كانت " لدوين " إنسانة رائعة من أسرة محافظة عريقة ، والدها اشتغل بسلك الدبلوماسية ، حيث عينته مملكته الهولندية قنصلا لها بإحدى دول أمريكا اللاتينية ، وهناك تعلمت الصغيرة "لدوين" اللغة الإسبانية تحدثا وكتابة . مرة دعتني ضيفا على بيتها ، لبيت بكل سرور ، فكانت المرة الأولى التي ولجت فيها بيتا هولنديا لأشاهد عن كثب ذاك التنسيق الشامل كل محتوياته مقربا تناغم الألوان والأشكال في صورة تبرز ذوق صاحبة البيت وأسلوب حياتها في التعامل مع المرئي يوميا الباعث في النفس راحة الانزواء التام يومي السبت والأحد لتجديد خلايا الإقبال على مستلزمات ضرورية للإبقاء على نفس المستوى من العيش الطيب ، من اجتهادات في العمل من الاثنين إلى الجمعة على امتداد قد يصل أحيانا 16 ساعة في اليوم. وتذوقت من أطباق تفننت المضيفة في تحضيرها على الطريقة الهولندية الرائعة ، مهيأة وفق جو يومين قضيتهما هناك ، حيث ثلج " دجمبر" يغطي – كما تظهر شرفة البيت الرئيسية ذات الزجاج السميك المغطى "بالدنتيل" الأخضر الشفاف – جنيات الطرقات وسطوح الأبنية المشيدة وفق هندسة معمارية سائدة في شمال أوربا قادرة على تحمل البرد القارص من جهة وثقل الثلج المتساقط عليها بكثافة في مراحل معينة من فصل الشتاء من جهة ثانية ، أطباق تعلوها دهون خفيفة تفرزها شرائح لحم البقر المصاحب بخضر متنوعة الأشكال مرصعة بقطع الجبن الهولندي الأصيل المستورد من " ألكمار" ، وما زاد من شاعرية المقام انبعاث صدى خافت نوعا ما من آلة تشجيل تعيد ما تصدح به أغاني جنوب أمركا من معاني الرقة في طرب بريء تطبع المساحة برومانسية لم تكن مألوفة بالمباشر عند شاب في العشرينات من عمره وافد من شمال افرقيا العربي تربى التربية المحافظة ، ومع ذلك حافظ هذا الشاب على كيانه ليرقى مع ضميره بالتصرف المتحضر إلى منصب يشغله عن جدارة واستحقاق كرئيس لجمعية أصلها مغربي صرف ومقامها المملكة الهولندية المحترمة ، الداعية إلى تعميق التعارف بين الطرفين تعارفا يبني لمستقبل تعاون أساسه المودة والأمن والسلام . حقيقة فاتحتني العزيزة " لدوين " في شأن الارتباط الرسمي بيننا ، لكنني تهربت في نبل وبأدب جم حتى لا اجرح عواطفها الرقيقة ، إذ قلبي وعقلي كانا مرتبطان مع قاعدة الزواج من امرأة مسلمة مثلي ، عربية اللسان والتربية والخصال ، لينطق من يخرج من صلبي أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .
لم يكن المغرب قادرا كما سبق الذكر لاستيعاب وتوظيف حماس الشباب مثلي في تحقيق نماء مطلوب والمرحلة مرحلة بناء حقيقي لدولة عصرية بكل ما ترمز إليه الكلمة ، لأولويات فرضت نفسها عليه ،تعلقت بترتيب النظام احتياجاته الأساسية لضمان استمرارية مريحة وإن اختلف العهدين ونمط الحكم فيهما ، المسألة لم تكن سهلة، خاصة والأطماع (كما سميت آنذاك) تكبر يوميا لنزع مكسب يضاف لمطالبة حزب كبير معارض(منذ نشأته) للمشاركة المباشرة في تدبير الشأن العمومي تحت شعار التقليل من دكتاتورية النظام ، وما تبع ذلك من اضطرابات وقلاقل ، حقيقة يصعب حصرها لكثرتها بما سببته من مآسي لأسر لازالت تعاني من ويلاتها. لا يمكن حجب الحقائق عنا إلى الأبد ، كان المفروض أن يعلم الشعب المغربي في يوم لاحق (لم يصل بعد للأسف الشديد) من أخر مسيرته صوب التقدم ، ومن عمد أن يأتي الاستقلال خدمة لمصالح ضيقة لا أقل ولا أكثر، حينما ربط هذا الاستقلال بنقص فادح في بسط السيادة على مجموع التراب الوطني الموحد تعلق الأمر بالشمال أو الجنوب أو الشرق ، ليظل المغرب يعاني والمغاربة حتى الساعة وهما يحاولان استرداد ما يكاد يضيع ،القضية لا تحتاج لذكاء حاد حتى نصل إلى الإجابة المقنعة. ومتى اتضحت الأمور إلى منوال لا يترك حتى الجزئيات دون شرح ومستفيض، علمنا ما الهدف لتركنا دوما في الصف الثالث بدل الثاني ، ولما لا مع الأوائل ؟؟؟.
كنت في شمال المغرب ساعتها وتحديدا في مدينة تطوان انهي في المدرسة بوليتكنكا(جابر بن حيان حاليا) دراستي الثانوية في قسم الباكلوريا حينما كان مديرها الأستاذ محمد الخطيب يساعده كحارس عام الجزائري السي قدور ، والأستاذ الجحرة ككاتب ، ومحمد المرابط ، والفقيه الصوردو كأستاذين فريدين وسط جماعة من الأساتذة الإسبان، إذ باستثناء الفلسفة التي كان يدرسنا إياها المرابط ( لا زال في نفس المدينة يشغل الكاتب العام المحلى لإحدى النقابات العمالية) بعد قدومه من مصر والتحاقه بنفس المؤسسة التعليمية ، واللغة العربية التي كان يلقنها لنا الأستاذ المرحوم محمد الصوردو ، كل المواد العلمية الأخرى يتم تحصيلها باللغة الإسبانية . بعد اجتيازي المرحلة التحقت بالمدرسة المحمدية للمهندسين لأسبوع واحد فقط ، صراحة لم أتمكن من استيعاب المحاضرات الملقاة علينا باللغة الفرنسية التي كنا نجهل حتى الميسور من مفرداتها ، خاصة ونحن القادمون من الشمال الذين قضينا عمرنا الدراسي فيه بالغة الإسبانية لا غير ، اللهم ما تعلق ببدايتنا في الكتاب ثم مدرستي " الأهلية الحسنية " و " سيدي بوأحمد" ، و"ثانوية القصر الكبير" ، و"المعهد المحمدي" بمدينة القصر الكبير ، حيث كانت العربية جزءا أساسيا في البرامج التعليمية المطبقة علينا ، ما عدا ذلك كانت الإسبانية هي العمود الفقري في تكويننا العلمي ،فاتفقت وستة من رفاقي الاتصال بوزير التعليم وكان أنذاك السيد يوسف بلعباس الذي استقبلنا مكرها ، بعدها حصلت واقعة كان لها الأثر البليغ في مسرى حياتي السياسية خاصة ،إذ أدركت أن المغرب الرسمي، وخاصة في هذه المرحلة الانتقالية (كما كانت السياسة الرسمية تريد إقناعنا بذلك لنمتص ما يرتكب في حقنا من أخطاء وجسيمة) لن يعبأ بالشمال ،ومشاكل الشمال، وطموحات أبناء الشمال ،لانشغاله بجهة أخرى، التي كان على شخصيا الانتظار أربعين سنة حتى أتمكن من معرفة من تكون هذه الجهة ، وطبعا سأبين الأمر حالما أصل إليه بمشيئة الرحمن الحي القيوم لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه المصير . 
---------------------------------------------------------------------

الفصل الأول

تحرك الخفافيش .. في انتخابات دائرة العرائش
بقلم : مصطفى منيغعاشت دائرة العرائش ، أو هكذا صنفت في التقسيم الإداري لوزارة الداخلية، أياما لا يمكن لأحد أن يمر عليها مرور كرام .. فما حدث فيها أقوى من أي سيناريو لأقوى فلم واقعي سيدخل تاريخ الديمقراطية المغربية (إن كانت ثمة ديمقراطية أصلا) من كل الأبواب الواسعة والضيقة المتعارف عليها في مثل النعوت والأوصاف المستعملة لتقريب الصورة والمعنى معا لكل إنسان مغربي ، ومن الجنسين ، الذي من حقه أن يعلم ، ويعرف، ويقف على أساس الحقيقة ، مهما كانت ، ليتخذ ما يمليه عليه ضميره اتجاه الحدث .
كتبت من زمان أن الديمقراطية المغربية لو تحققت فستكون عكس شقيقتها الكبرى في أوربا وأمريكا ، ذا طعم خاص ، ونكهة غير متكررة التقليد ، ديمقراطية يجلب للوقوف على صنائعها محليا كل الملاحظين الدوليين ومن القارات الخمس طبعا ، ليشهدوا بما راو، وليخططوا في تقاريرهم المهمة جدا.. تـلك المتداولة آنيا في الصحف العالمية والمحافل الرسمية المهتمة بمثل المناسبات عبر العالم ، بأن المغرب حقق معجزة الانتخابات النزيهة الخالية من التجاوزات المفرزة للخريطة السياسية الحقيقية للبلد والتي يجب على دول العالم في تعاملها مع المغرب أخذها بعين الاعتبار طبعا
ألم أكتب ومن زمان أن الديمقراطية في المغرب من نوع فريد لا يدرك كنهه إلا المواطن المغربي المرتبط بالتربة الوطنية ، الملتحم مع قضاياه المصيرية بواقع لا يمكن فصله عن النتائج المحصل عليها مهما كانت الظروف أو الإغراءات المعروضة ( في سوق الصمت المفروض بالقمع السري من شاكلة لا يظهر مفعولها بالمباشر ... وتلك حكاية أخرى ) من طرف من ألفوا التعامل بوجهين أحدهما في الداخل والآخر في الخارج ، ومهما كانت العواقب.. إذ المغربي حينما يظلم ( برفع الياء ونصب اللام ) لا توقفه قنابل مسيلة للدموع ولا عصي جلاد صغير أو كبير (الأمر لا يختلف ) وهيهات أن تنطلي علينا الحيل كلها . فاستعطاف قوى الغرب ، مهما كانت الجهة المقصودة ، لن يحقق لنا كشعب الكرامة التي ننشدها ، ولن يجلب علينا الرخاء كما خطط من خطط ، فليس التسول كالاكتفاء ، والمغرب ( الأرض أقصد) خلقه الله غنيا . بالرجوع لدفاتري بعض الشركات الضخمة جدا عندنا... كالمتحكمة في الحليب أو حجر الماس.. يعرف من يريد استقراء بواعث الديمقراطية المغربية أن المغاربة على حق حينما يفقدون الثقة في كل ما يقال عن الحكومة المقبلة ، والمستوى التمثيلي داخل البرلمان ..إن كان حقا قادرا على مواجهة تشريعات تقف الند للند لتحديات ما بعد 2010
. من الصعب تصديق المدعين باعتماد الديمقراطية كأسلوب لتدبير الشأن العام وسط أغلبية سلطت عليها كل عوامل اللامبالاة لتفقد طموحات البحث عن فهم ما يجري في محيطها. لنطرح صراحة نسبة الأمية في البلد لنتأكد أن المخطط الرهيب الذي "حبك" في الخفاء كان هدفه الوصول إلى مثل المعطيات الصارخة في وجوه من يحاولون إقناعنا أن الديمقراطية نجحت في إيجاد موقع قدم بالمغرب ، والجميع يعلم أن القضية مجرد ديكور لتكتمل الصورة ( أو هكذا ظن المعنيون ) حيال الوافدين من العواصم الغربية / الأمريكية ، ذات الصلة بالمساعدات الخارجية ، التي لا يدري 99،99 في المائة من الشعب المغربي ، اين تصرف حقيقة ، وكيف تصرف ، وما هي المقاييس العملية التي تصرف على ضوئها ؟... ليبنوا قناعاتهم على وجوب القيام بذلك إنقاذا لما يمكن إنقاذه من سياساتهم الرامية إلى ضمان خلفية مريحة يصرفون فيها أحلامهم بالربح الشامل ، المبتدئ بالتبعية المطلقة ، وإبعاد الشعب عن أصالته ليمتزج بثقافة لا تفيده في جانبها المناقض لأسلوب حياته أولا ، ومعتقداته ألفا .
تواتر الحديث عن تجاوزات كان الفكر إستقرأ من سجلات 2002 تقنيات حدوثها من جديد في هذه الناحية (إقليم العرائش) بالذات .. ومع التكرار تنطلق معاناة "التوحد" على منهجية التصدي أمام انشغال كل طرف (مرشح) بأحوال ما يذهب إليها أقرب مساعديه أثناء الحملة الانتخابية ، لكن الذكاء القائم على الإحساس بالغرور المنبعثة جذوره من مكانة المنصب الوظيفي (...) قلما يصيب صاحبه الهدف دون ارتكابه لأخطاء الني مهما بدت دقيقة وتافهة أحيانا ، تصلح لمسك الخيط من رأس سيساهم في استكشاف ما هو أعمق ، وآنذاك لا يبقى للحكيم إلا مواجهة إحدى الأمرين : ـ / الحاكم الذي علم واكتفى بتسجيل الملاحظات في ورقة مصيرها سلة المهملات. ـ / الابتعاد .. لأن الانفراد في عملية ضخمة كاستئصال الفساد ، تعب لا فائدة منه ، إن كان إقناع الجميع بالتطوع في ذلك ، وفي مثل الظرف ، ومن أجل نفس الغاية النبيلة ، يظل دون المستوى ما دام الحاكم المعني محليا بين يديه " بيادق" مدربة على التحرك في كل اتجاه لسد الثغرات المقصودة بسرعة فائقة (...) وهنا تكمن الفكرة الجديدة / القديمة ، المتضمنة : اجعل الوصول إلى " الدواوير" جميعها عائقا كبيرا على المصلحين المعلنين استعدادهم التام على تقديم برلمانيين أقوياء بما يحصلون عليه من أصوات ناخبين قائمين بواجبهم الوطني دون ضغط و لا شراء ذمم .. لبرلمان قوي بمكوناته غير المنحازة مستقبلا إلا للحق خدمة للصالح العام وإخراجا للمغرب دولة وأمة من أي صراع مرشح وقوعه إن بقيت الامور على حالها بسيطرة المفسدين وهم قلة قليلة على المصلحين وهم الأغلبية الكبيرة . الفكرة الجديدة / القديمة المذكورة آنفا ، في حد ذاتها ، تشير إلى تعجيز خلفيته تثبيت النتيجة المتوخاة مقدما . وهنا أدركنا ، منذ الوهلة الأولى ، أن المجموعة الموكول لها إيقاف زحف " الإصلاح " حتى لا يتضرر أثر الفساد (...) عمدت إلى تقسيم التقسيم الإداري حتى تتمطط مساحة الاتصالات المباشرة مع الناخبين ، وتمتد دروبها لتطال من هو معقود العزم على إنجاحه لا غير.
الكثير لا زال في صدور أغلبية أهالي إقليم العرائش كلمات لو أطلق سراحها لتحولت حمما تحرق يابس الفساد المستشري في أزيد من موقع ، وأخضر نفاق المتحركين من خفافيش معروفة طيرانها بين سطوح الظلم والبغي والقهر والاستبداد . وأعتقد أن بعض السلطات الإقليمية ستعرف تحولات أهونها تغييب الوجوه القائمة منها حاليا لتزدرد ما ادخرته طيلة عقد مضى على الأقل في أمكنة لم تذق بعد طعم ما لقيت هذه المنطقة بوجودها " كعثرة " أخرت كل إقلاع مبارك لرؤية حاجيات المدينتين ومئات الدواوير وهي تتحقق ولو تدريجيا . لم أكن أنصور إطلاقا أن تتعقد الأمور حتى تصل هذه الدرجة البعيدة كل البعد عن أي حل ولو كان جزئيا ، كإعادة الثقة بين طرف عاش منذ الاستقلال إلى الآن ملبيا المطالب اللاعادية وهو صامت ، وطرف يمتص الرحيق ولا يهتم بأي مجال غريق، أو أي جيل يحترق ، وغريب الغرابة أن الرباط بمؤسساتها المبينة في الدستور لم تحرك ساكنا ، كأنها استهوت الوضعية ليتسنى لها معايشة ما به تم ما تم في استحقاقات 7 شتمبر 2007 . وبعد هذا هل نسجل ما سجل أباؤنا نفس المصائب ؟ ، أم الأمر لا يستوجب (بعد الآن) منح أية أهمية لما حصل ، فلتكن حكومة المآسي ، أو عبدة الكراسي (...) فليتطلع شأننا لما هو أجدر و أنفع .. الاعتماد على الله سبحانه وتعالى ، وعلى أنفسنا حتى نتشجع بنبل أخلاق المؤمنين حق الإيمان ، القادرين على تغيير المنكر بأقرب السبل إلى المنطق .. التشبث بقوة الإرادة واستحضار الضمير الحي في كل لحظة ، وقبل هذا وذاك أتباع ما أمر الله به في كتابه الحكيم المنزل على سيدنا وحبيبنا محمد صلوات الله عليه وسلم . لا يعني هذا الانزواء في ركن والتفرج على قافلة الفساد وهي " تغرف " ما لذ وطاب من عرق الشعب كما هو حاصل حتى الساعة ، وإنما يعني أن السكوت المعهود من طرف أغلبية الأمس لن يستمر كظاهرة عقيمة ليرقى على عواتق المقهورين من يرقى بتزكية من " فلان " أو رغبة من جهة نافذة لا يهمها الشعب في هذا الركن الأساس من المغرب ، بقدر ما يهمها تمرير سياستها النائية منطقيا عن مصلحتنا العليا المرتبطة في العمق بقضية استمرار الثوابت . وحيثما وصلنا للحديث عن الثوابت فلا بأس التوقف للإعلان وبصوت مرتفع عن السؤال المطروح وبقوة : ما المرتقب الوصول إليه بإتاحة الفرصة " لقلة " شاخت في هذا المغرب و لم تفق بعد بأن اليوم شأن آخر يصطحبه عدم الخوف من الزجر القائم على باطل ، إن كان الاندفاع نحو الحق مبني على الأيمان به ؟؟؟ . وأنا أحضر لحملتي الانتخابية (وفي موعدها المحدد بقانون) بطبع منشورات تقرب صورتي للسادة المنتخبين ، التقيت بنفس المكان أحد أبناء اعرق الأسر بالمدينة ، مدينة القصر الكبير طبعا ، مدينة معركة وادي المخازن الشهيرة ، كان سعيدا برؤيتي لدرجة أنه عمد إطلاعي على نص الرسالة التي اختتم للتو من ضبطها وإخراجها من الحاسوب مهيأة للتقديم ، فقرأت منها عبارات ما كان يزعم أحد من قبل التفوه بها بالأحرى تقديمها وثيقة رسمية ، معروفة المصدر إلى السيد وكيل الملك ، وحتى الآونة لا أدري إن عمل بنصيحتي أم استمر في تنفيذ ما أقدم عليه من موقف شجاع لن يقوى على اتخاذه إلا من كان يثق صراحة أن المغرب مغرب الحق والقانون !!!!.
لمن يقارن ما أنجز في مدينة " المضيق " بإيعاز من الملك وتحت إمرته مباشرة .. بتقدم المغرب خطوة إلى الأمام ، بزيارة خفيفة إلى إقليم (محافظة) العرائش عامة ومدينة القصر الكبير خاصة ، سيطلع أن نفس المغرب تأخر خطوات إلى الوراء . ربما عم التهميش جهات أخرى لينجح فيها (في انتخابات 7 شتمبر 2007) من عملوا ب : " المرموز " على إنجاحه ، فمع الفاقة تطبخ العمليات المشبوهة ، وبإضافة التهميش للفاقة تتحول" الأقلية " في النتائج المحصل عليها " أغلبية " ، أما إذا ترك لمن جاء على شاكلة بعض موظفي العمالة ( المحافظة ) ليبتدعوا ما ابتدعوه فالكارثة تتخذ شكل الديمقراطية المهزلة المطبقة في البوادي وسط الباحثين عن جرعة ماء على امتداد كيلومترات من المشي المضني من مقرات سكناهم التي وإن كانت تقيهم من وهج الشمس صيفا وصقيع البرد وبلل المطر شتاءا فإنها لا تتوفر على أدنى شروط الصحة .. هؤلاء السكان في مجال قروي وقد مل أصحابه الوعود الفارغة من أي دلالة الجدية أو الوفاء بالعهد التي تعودوا سماعها من معني بالأمر كلما حل موسم الانتخابات في هذه المنطقة البئيسة ومن سنين طوال .. سكان إن سألتهم عن الديمقراطية أجابوك بإصرار : تلك أمور لا نريد الخوض فيها حتى لا تصل همساتنا إلى " المقدم " ، وإن وصلت إلى هذا الأخير فحتما سيطرق الخبر المشؤوم أذني الخليفة، ثم القائد، فرئيس الدائرة ، وأخيرا السيد العامل ( المحافظ ) فنتهم من طرف البعض بالخوض في الشؤون السياسية بدون استئذان ، آنذاك سينغص علينا ، ذاك " البعض "معيشتنا في هذه الناحية الراضية قهرا بأقل القليل، وقد يمنعنا من الحصول على لوازمنا الإدارية المشروعة ، وطبق علينا تلك المساءلة التي لا يخلص منها شهم صاحب ضمير إلا وقد لفقت في حقه تهمة تسوقه إلى المحاكم ... وهلم جرا . في الأخبار الرسمية المتداولة عبر أجهزة الإعلام الحكومية يتهيأ للمشاهد كالمستمع خارج التراب الوطني أن المغرب قطع أشواطا لا يستهان بها نائيا بكيانه عن النظم اللاراعية لحقوق الإنسان . الواقع عكس ذلك تماما (على الأقل في إقليم العرائش، الذي نهتم بشأنه السياسي انطلاقا من رصدنا لسلسلة من الخروقات لا يمكن السكوت عليها أبدا ) فالميزانيات التي تصرف على المجالس القروية كالحضرية على حد سواء لم ولن تفي بالحاجة ، ولا تواكب ربع المطلوب تطلعا لملاحقة التنمية التي لن يترعرع اي تجمع سكاني ( بصرف النظر عن حجمه) دون التخطيط السليم لها المقرون بالإمكانات الضرورية دون إقصاء مجال على حساب مجال آخر ، إذ تقنية التطور تقتضي التكامل بينها جميعها .. الاجتماعي فيها كالاقتصادي كالسياسي ، على أن يكون التنسيق المحكم المحرك المشحون بطاقات الوعي والدراية وحب الوطن ، وأولا كالأخير الخوف من الله الحي القيوم العالم بكل شئ ، المالك لكل شئ ، والقادر على كل شئ . وحينما نقول التنسيق نقصد المسؤول المكلف بقانون على ترجمة القرارات المتخذة على أرض الواقع مباشرة بعد التأشير عليها بالإيجاب ، أو التريث لغاية إصلاح ما اعوج منها بفعل فاعل ، أو لأسباب يتخللها شئ من " حتى " الشهيرة عندنا ، ما دام له حق الاعتراض لأن مصلحة الوطن فوق أي اعتبا . ماذا نحتاج حتى يحصل ما نراه بداية حقيقية لإدخال البهجة على أفئدة ووجدان هذا الشعب الأبي الصبور في هذه المنطقة بالذات . أليس الأمر هينا على المؤسسة التنفيذية ولها قائدها الأعلى تصله التقارير أولا بأول ؟؟ .. يكفي تغيير هذا بذاك ، وتيك بهذه ، كلهم موظفون لهم واجبات وعليهم التزامات ومسؤوليات . الصالح منهم يزكى بترقية يستحقها اعترافا لإخلاصه واستعمال قدراته الفكرية في التطوير والنماء والنهضة والخير، والطالح يوقف عند حده بمحاسبته الحساب العسير ليكون عبرة لمن لم يعتبر . لا أحد يدفع من جيبه فالكل مستخلص من عرق الشعب . أليس هذا المدخل في متناول تلك المؤسسة ؟؟ . لا يحتاج الأمر صرف ميزانيات عادية أو استثنائية، ولا عقد اجتماعات مرطونية ولا هم يحزنون ، بل إيفاد لجنة إلى عين المكان من العيار الثقيل، مختصة ، لا تخشى في نصرة الحق لا زيد ولا عمرو . المشكلة قائمة ، وستظل كذلك إلى أن يستأصل الفساد المعشش في بعض المكاتب بعمالة إقليم العرائش . عملية الاستئصال هذه ميسور إدراكها .. التقصي المعمق المنتهي بالباطل وقد زهق . وينتهي الأمر وتعود المياه إلى مجاريها وتتغلب الإرادة والنية الحسنة على الباقي إنجازه.
مع التجربة نتحصن من الوقوع في الخطأ . وبالمعرفة نقتحم ، في حدود المسموح به ، تمشيا مع الاحتفاظ على مستوى تراعى فيه كل شروط الاستمرار على المسلك القويم ، إذ العادة المحلية جانب من السلوك العام داخلها ، ومعاكستها دون برنامج يضيف جميلا لها أو يزيح طالحا عنها ، إنما ضرب من تخاذل معنوي يستحسن تجنبه .
... انطلاقا من هذه الأرضية ، مدينة القصر الكبير تختزن جوانب هامة من ثقافة صعب جدا تلاشيها أو انعدامها مهما طال بوجودها الأمد . ثقافة " أنا ألقصري " المنتهية " ب: ياء النسب " . تشبث له أزيد من معنى تتوسطه نشوة البقاء في نفس المكان باستحضار نفس الذكريات المعاشة من عقود خلت دون نسيان ، وإن كان هذا الأخير نعمة لا تقدر بثمن . ليس استقراءا للتاريخ بميكانزماته التقليدية الأكاديمية ما أقصد ، ولكن هي ثقافة امتلاك معلومة المحيط الصحيحة الطاغية ساعة المجادلة بنية القطع لفائدة أمر أو ضده بعصبية يفرضها التمازج بأهمية الحالة المعاشة على ضوء تطور مكوناتها السياسية أو الاجتماعية ، والكل سلسلة مشدودة حلقاتها بعضها ببعض دون أن تحيد صغيرتها عن الأكبر منها كأحداث متباينة التأثير استحضرتها عوامل خارجية ذات صلة بمحاربة طموحات القصر الكبير المشروعة كمدينة في وضعية خاصة تتموج مدا وجزرا مع الظروف منذ أن صنفت ظلما ليغتال جمالها التهميش ... إلى اليوم والبعض يوزع بين الحارات الوعود كما تتناثر في الفضاء وريقات القش . ثقافة حاول " النفوذ "زحزحتها ليتسرب بمجهود جبار تحويل ما فيها إلى ملحقة تتكرس داخلها تجارب الانتقال من " الوطنية " المفرطة إلى تزويد روافد التطورات المستحدثة للفصل بين مرحلتين.. أخراها العيش فيها لتطبيق الأوامر لا غير، وليفهم كل حسب مستواه دون تكوين وحدة متراصة للمفاهيم . ثقافة أقوى من الزمن ، ومن التعنت ألين، إن حصل في إطارها التوافق والتراضي والاقتناع بأن المطروح هو الحل الأمثل ، والموجود هو للمصلحة العامة أطول وأكمل . لا تلوين يتخللها إن أكتشف من أراد صياغتها لمسخ معالمها ، ونهب تقاليدها ، والمس بأوليائها الصالحين ... إلا ما اختارته لونا يليق بمقامها وسط التاريخ المجيد حينما توقفت أوروبا في شخص ملك البرتغال تحاول هدم ما شيده الإسلام في هذه الربوع المرتبطة بدينها ارتباط المؤمن الصادق الإيمان الراضي عن التضحية بنفسه ولا يمنح للغازي ذرة من تراب مروية بدم وعرق الشرفاء من مغاربة البداية إلى مغاربة النهاية يوم يرث الله الباري العزيز الحكيم رب السماوات والأرض ، كل شيء في الوجود هو خالقه الأوحد سبحانه وتعالى . ومعركة وادي المخازن خير شهيد على ما أقول .
... الخلاصة .. من أراد حدوث تحول يساير أهدافه ، اطلع على بعض ما ذكرت وجهل الكثير ، لذا تأخر في تحقيق ما يريد، و أخر معه تقدم المدينة وازدهارها كما تريد . وسينقلب الفاعل سلبا عليه ذات يوم إن لم يقرأ وجيدا ما أدونه في هذا المقال الذي تناسب وما يحياه المغرب من هواجس البحث عن ذاته حينما يتعرض لامتحان عسير بعد سنة 2010 .
... القضية ليست قضية ما حصل في 7 شتمبر الشهير وحسب ، بل هي أبعد من ذلك بكثير . " دائرة العرائش الانتخابية " أو إقليم العرائش فبل ذلك وبعد ، كان لها شرف إطلاع المغاربة على امتداد المساحة الترابية الوطنية الموحدة من طنجة إلى الكويرة ، عما ترتب عن تخطيط المقصود منه إبقاء الحالة على ما هي عليه حفاظا على انتهاج سياسة رسمية بواجهتين ، إحداها حكومة ناقصة التأثير ، راضخة للأوامر ، مسايرة لما يعرض عليها من تقارير، وحكومة كهذه يستوجب ( إحضارها وتكوين قناعات سياسية للمشاركة فيها ) إيجاد أرضية ، وظروف سانحة ، وخبراء ، وصفوة من واضعي الاستراتيجيات ، وبالتالي إرضاء المتتبعين الخارجيين . وقد تم النجاح في هذا المضمار( حسب ظن المعنيين المباشرين) ليكون المغرب الدولة التي تقدم للعالم حكومة أفرزتها صناديق الاقتراع تطبيقا لديمقراطية هي الأقرب لديمقراطيات أمريكا وفرنسا في ذات الوقت . لا يهم ( حسب ظن المعنيين المباشرين أيضا) أن يعي غالبية الشعب المغربي الكيفية التي تم بها ذلك ... ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
تنامي الغضب ، ومع ذلك لا زال الأسلوب هو نفسه " المهادنة " أو ما أصطلح على تسميته رسميا " بالسلم الاجتماعي ".. وإن كان التفكير في استقبال تقليعة أخرى ( من ابتكار" أم الحاجة " عند البعض ) واردة . لا أقول الدولة غافلة عن هذا التصدع القائم بين القوة الشعبية الهائلة الصامتة ، ومجموعات من بعض حكام محليين وجدوا في انتخابات السابع من شتمبر متنفسا جديدا من نوع خاص . لن أبتعد عن إقليم العرائش لآتي بالمطلوب شرحه حتى أكون قد أديت واجبي كصحفي يؤرخ للحدث الاستثنائي المعلوم بما يليق واحترام الرأي و الرأي الآخر حينما يكون المقام مقام نقاش حر حول استنتاج ما ، وأيضا بما يجيب على استفسارات كثيرة حددتها في ثلاث محاور: ماذا وقع ؟.. وكيف وقع ؟ .. ولماذا وقع ما موقع ؟ . لا يهم الترتيب ، المهم والأهم و أهم الأهم عندي النقل الأمين لما يؤخذ مرجعا لا يستغنى عنه والبعض في استخلاصاتهم للعبر يتمسكون بموقف حتى لا يتسنى للأخطاء ( التي فاحت روائحها الكريهة ) أن تتكرر .
حينما أقدمت على ترشيح نفسي منافسا لزعيم حزب سياسي عتيق إسمه عباس الفاسي ، للحصول على مقعد في برلمان ما بعد السابع من شتمبر( مثلى في ذلك مثل 17 من المرشحين بما فيهم سيدتان ) كنت أعلم أن الميزان المشخص في فضاء العملية الانتخابية داخل هذا الإقليم البئيس ستهب على إحدى كفتيه ريح غير عادية للحفاظ على من وضع بداخلها للتموقع في مستوى معين بأي ثمن . ومع التمحيص ، وإشغال الفكر ، واستقراء ما دونته في الورق المقوى المقاوم لرطوبة العرائش وبلل النسيان لما حدث في نفس الموقع سنة 2002 ، والاستماع للعديد من الإخوة العارفين بالخطوات التي يجب استهلاكها للحصول على المعلومة الصحيحة تعزيزا لكل استنتاج يعاد إليه مستقبلا ، والتدقيق في خريطة مكاتب التصويت البالغ عددها هذه المرة 608 مكتبا ، 63 منها مكتبا مركزيا . مرتبة على الشكل التالي :
ـ في مدينة القصر الكبير : 144 مكتبا
ـ في مدينة العرائش 111 مكتبا
ـ في الجماعة القروية " العوامرة " 37 مكتبا
ـ في الجماعة القروية " الزوادة " 29 مكتبا
ـ في الجماعة القروية " اقصر ابجير "18 مكتبا
ـ في الجماعة القروية " بوجديان " 18 مكتبا
ـ في الجماعة القروية " تطفت " 16 مكتبا
ـ في الجماعة القروية " القلة " 21 مكتبا
ـ في الجماعة القروية " عياشة " 18 مكتبا
ـ في الجماعة القروية " بني عروس " 19 مكتبا
ـ في الجماعة القروية " تازروت " 14 مكتبا
ـ في الجماعة القروية " بني جرفط " 25 مكتبا
ـ في الجماعة القروية " زعرورة " 21 مكتبا
ـ في الجماعة القروية " أولاد أوشيح " 19 مكتبا
ـ في الجماعة القروية " سوق الطلبة " 17 مكتبا
ـ في الجماعة القروية " الساحل " 26 مكتبا
ـ في الجماعة القروية " ريصانة الشمالية " 19 مكتبا
ـ في الجماعة القروية " ريصانة الجنوبية "21 مكتبا
أجل .. التدقيق في خريطة مكاتب التصويت هذه والإمكانات المادية المتوقع صرفها لتغطية تحركات هذا المرشح أو تيك المرشحة باستثناء المرشح الشهير زعيم الحزب الذي لم أسمع أحدا في المدينتين معا ( القصر الكبير و العرائش ) من رحب به على رأس قائمة حزب الاستقلال اللهم النزر القليل وفيهم المنتمين إلى الحزب ، هذا الأخير الذي كان حزبا وازنا ومرموقا ومدرسة سياسية تخرج منها العديد من الأطر الذين قدموا الشيء الكثير وخاصة لمدينة القصر الكبير في مجال التربية والتعليم .. وصدى المدرسة الأهلية الحسنية لا زال يرن في أذني جيلي ... أما الآن للأسف تغيرت الصورة وأتمنى ان تتلاشى الأسباب فتعود لنضارتها المعهودة إن آلت الأمور إلى الطاقات الشابة والمنسية لحد الساعة بين قاعدة الحزب . وأعتقد أن التاريخ لا يظلم سياسيا إلا إذا اختار تيارا معاكسا لرغبات الشعب . وبالمناسبة الكثير ممن فتحت معهم حوارات ، انطلاقا من اشتغالي بمهنة المتاعب ، أكدوا لي عن قناعاتهم بأن عباس الفاسي سيخرج من هذه الانتخابات خالي الوفاض ، وسيكون نصيبه منها الفشل الذر يع . بالرغم من ذلك ..كنت من القلائل الذين تبين لهم أن نجاح عباس الفاسي شيء محقق ، وقد شيدت قناعتي بحصول ذلك على المنطق بعيدا عن العاطفة أو الانحياز لأي كان اللهم للمعطيات التي جمعتها عن اجتهاد أتعبني كثيرا . ما كان لعباس الفاسي أن يرشح نفسه أصلا في الانتخابات إن لم يكن متيقنا أنه سيخرج منها منتصرا .. لا يهم الدرجة ، الأول أو الأخير لا يهم.. حتى عدد الأصوات المحصل عليها لا يهم ... المهم أن يفوز بالمقعد في برلمان 7 شتمبر والسلام . الرجل ترشح وفق معطيات ما كان ليخطئ في أبعادها ، خاصة أنه نجح في الإعراب بكيفية أو أخرى عن القبول بمعادلة ما كان غيره مؤهلا للقبول بها والمرحلة القادمة تقتضي ولوج تحديات قد تفسح الصلاحيات للأقوى بأقل عناء لإعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي . وسقوطه في الانتخابات معناه ارتباك لتخطيط أعد بعناية اتقاء مستجدات قريبة أو بعيدة التأثير، مادام لكل أوان آلياته وأطره ... وهنا قضية الديمقراطية لا معنى لها إلا إذا تعلق الآمر بمواجهة المتتبعين الدوليين ودائرة العرائش الوعاء المتحكم فيه عن جدارة واستحقاق ، والخلفية القروية لاعبة دورها في شتى الأحوال، ما دام التحرك يقضي توجيه النتيجة مناصفة مع المنطق للتقليل من صدمات المفاجأة ، ويكون التصديق أقرب لأي انفلات يستوجب التطويق .
الفائدة في نتيجة تترتب عليها نتائج أخرى تساهم لفترة ولو ظرفية في الاستمرار على نفس النهج . وتيك نظرية قد نطلق عليها اسم" نظرية التأخير المقصود" القائمة على إطلاق العنان لنقاشات عامة وغير منظمة كمدخل لضياع الوقت حتى التمكن من القفز على المشاكل المستعصية فالشروع في التخلص منها بإيقاظ نقائضها بتتبع إنعاش طرف ثم الآخر وفق برنامج يأخذ بعين الاعتبار هؤلاء الناس الذين حولهم القهر والظلم والفقر للإقبال على أي شيء حتى حساء " الحريرة " الشربة ... تحضر التلفزة الحكومية لتصوير المستفيد منه لتضاف الصور إلى أرشيف يستعان به لتهدئة الأجواء بدر الرماد في العيون وخلق دعاية " العناية الفائقة " التي توليها الدولة للمعوزين . ومجتمعات مثل هذه لا بد لها من " برلمان " يكون وفق الشكل الذي كان عليه قبل 7 شتمبر. وإلا لما الاهتمام المفرط باختيار المرشح المناسب في الدائرة الانتخابية المناسبة ... شريطة مقعد تجاه آخر ، وحين العد ، " المعارضة " من أوجب الواجبات أن تكون أقل حظا ، وبذلك يضرب (برفع الياء) عصفورين بحجر واحد : الإبقاء على ما أعلن بأن المغرب بلد ديمقراطي بامتياز بشهادة انتخابات 7 شتمبر ، ثم الاحتفاظ بنفس التطبيقات الواردة في نفس التخطيط المشار إليه اعتمادا على نظرية " التأخير المقصود". إذ لا يمكن الولوج بعزيمة " الإصلاح ليشمل الجهات الأربع للوطن . وعليه فالبداية بالتجهيزات الأساسية الكبرى تتطلب توفير عقليات قادرة .. بل راضية في استسلام للتعامل معها تعاملا يترك التقاليد المعاشة منذ عرف المغرب نفسه دولة و أمة إلى مؤتمر مراكش للتجارة الحرة ، وتتقبل (تلك العقليات)ما تفرزه تلك التجهيزات من استثمارات سيعرف شريط سبتة / تطوان الكثير منها بعد ثلاث أو خمس سنوات على أكثر تقدير . يجب أن نكون صرحاء ولا نخاف من الجهر بالقول إن كان في مضمونه جوهرا وسطحا تبيان لحقائق الصراعات القائمة بين الراغبين ( وهم قلة معروفة جدا ) في مغرب على شاكلة الدول الأوربية في كل شيء ، والراغبين ( وهم الأغلبية العظمى من الشعب ) في نفس الشيء شريطة أن يكون المغاربة فيه بدينهم الحنيف ، وبثقافاتهم الأمازيغية / العربية / الإفريقية، وباستقلال قراراتهم المصيرية ، وباستغلال خيراتهم بالاستفادة منها أولا والإنسانية جمعاء في حدود قدراتهم المادية . شيء جميل أن يكون العامل المغربي البسيط التكوين حاصلا على حقوقه كاملة ، يشتغل بضمان اجتماعي مضبوط ، وائتمان صحي موثوق ، وسط حي نظيف يقيم بيته وفق تصميم هندسي مؤدى عنه كل الرسوم المفروضة بقانون ، غير بعيد عن مدرسة عمومية لتمدرس عياله ، ومستوصف رهن إشارة المصاب من ذويه ، وشرطة لها حضور بالتناوب ليل نهار لحفظ الآمن وتمثيل هيبة الدولة بالحق... هذا بالنسبة للعامل البسيط .. أساس الاستقرار الاجتماعي ولا أقول السلم الاجتماعي ... بعد ذلك نرى ما يطرح من اقتراحات تضيف الأمثل ولا تبدد الأصل . أعتقد أن الموضوع المعالج بدأت تتوضح معالمه ، وكما قلت قي السابق القضية أعمق من انتخابات 7 شتمبر بمراحل ، تتعلق بتنفيذ مخطط ، قطعا لن ينجح لأنه قائم على معلومة خاطئة مغلوطة أأجل الإفصاح عنها لآخر هذا المقال .
لا شك أن المختبئ يومه سيتعرى غدا أو بعد غد . تلك طبيعة ملتصقة دوما بمثل هؤلاء المتقمصين دور الأشباح المتحمسين لتقديم الخدمات خلف الستائر نظير جاه مؤقت لا يساوي قشرة موز . هم أنفسهم سيعملون على إفشاء المختبئ بغتة لسبب بسيط أن أحداث الأمس القريب ستتجاوز المحطة المقبلة وقوفها ، ولن ينفع ساعتئذ حتى الذوبان وسط زحمة انشغال بعض " السادة " بما جد إتقاءا للمفاجآت المعكوسة ، وهم يتذوقون مرارة الحسرة ، وألسنتهم لا تكف عن الكلام ، إذ لا مانع يلجمها فالمآل لن يشبه قطعا الحال .
في هذا البلد لا شئ متروك للصدفة . لا أحد مسموح له بتخطي الخطوط الحمراء . الصفراء ، والزرقاء ، وحتى الوردية لا بأس ... لكن لا أحد يتجرأ ويفهم أكثر من القدر المسموح به للفهم ، وإلا فالزيارة لعالم آخر غريب (عن غير طيب خاطر ) حتمية الحدوث ، خاصة لمن لم يكتف بالقول " أنا حر " بل وثب ليتصرف وكأنه حر فعلا . لذلك من أراد الوصول إلى المشاركة في " كرنبال " من هم على البال لحراسة الممرات فليأخذ ما ألراد من المساعدين .. لن يدفع أجورهم من جيبه ... عرق الشعب وحده يدفع .. الضرائب والتوسع في استخلاصها هذا مجالها حينما تتحصن المؤسسات بالمغلوبين على أمرهم . وأعتقد أننا وصلنا إلى بيت القصيد .
في العرائش ..( أو بالأحرى في إقليم العرائش .. إذ لا زلت أتحدث عنه ومنه. حفر 7 شتمبر 2007 تذكارا على جبين الزمن الاستثنائي بتعداد العارفين لخبايا الأمور ..) . نقرأ في منشور الأستاذ عباس الفاسي الدعائي بالحرف ما يلي :
" بذل الأخ عباس الفاسي مجهودا كبيرا مع كل الطاقات الخيرة لتنمية الإقليم كله بمدينتيه وجماعاته القروية التابعة له وذلك عبر إنجاز العديد من المشاريع في مجال الطرق والتزويد بالماء والكهرباء وتنفيذ برامج قي مجال السكن ، فضلا عن ما تم تحقيقه في مجالات أخرى كالبيئة والتعليم والثقافة وحل مشاكل المواطنين".
لا يكتفى المنشور المذكور بهذا وحسب، بل ذهب إلى تفصيل كل نقطة على حدة، نسوقها ليطلع الجميع وليتمعن ويختار بعدها من أراد الضحك أو البكاء لا فرق.
ففي مجال الطرق يدعى منشور عباس الفاسي مايلي:
" 1 ــ في مجال الطرف :
تم إنجاز 400 كلم ما بين 2002 و 2006 بغلاف مالي بلغ قرابة 160مليون درهم واستفادت من هذا البرنامج الجماعات التالية : بني عروس ، بني جرفط ، القصر الكبير ، تازروت ، بوجديان ، زعرورة ، أربعاء عياشة .
2 ــ في مجال الماء الشروب :
بلغت استثمارات المكتب الوطني للماء الصالح للشرب أكثر من 140 مليون درهم توزعت بيت المجالين الحضري والقروي ، أما نسبة التغطية فقد بلغت قرابة 80 في المائة أي بوثيرة لم يعرفها الإقليم من فبل ، وقد استفادت من هذا البرنامج الجماعات التالية : أولاد أوشيح ، زوادة ، ، جبل الحبيب ، أربعاء عياشة ، بوجديان ، سوق الطلبة ، تاطفت ، القصر الكبير ، بني عروس ، بني جرفط ، ريصانة ، السهل الشمالي ، قصر ابجير ، وبذلك وصل عدد المستفيدين إلى 141000 نسمة و220 دوارا ."
مما يثير الضحك حقا أن الأستاذ عباس الفاسي لا يعرف حتى أسما جماعات إقليم العرائش جميعها . فحينما يذكر " جبل لحبيب " فالكل يعلم أنها جماعة لا علاقة لها بالنفوذ اترابي لإقليم العرائش بل هي تابعة لإقليم آخر . ثم لا يعرف إقليم العرائش جماعة تدعى السهل الشمالي . لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
ويستمر منشور عباس الفاسي الدعائي قائلا :
" 3 ــ في مجال الكهرباء :
ارتفعت نسبة التزويد بالكهرباء بالعرائش والقصر الكبير بجميع الجماعات القروية من 69 في المائة سنة 2004 إلى 97 في المائة سنة 2007.
4 ــ الإسكان والتعمير :
إقرار برنامج يهم مدينتي العرائش والقر الكبير من أجل إعلان مدينة العرائش مدينة بدون صفيح في أفق 2008 ، ثم إقرار برنامج للقضاء على أحياء الصفيح : المستفيدون 5484 أسرة . التكلفة : 64، 182 مليون درهم . المستفيدون : 49،10 في المائة . الجماعة الحضرية للعرائش 2،12 في المائة . كما تستفيد مدينة القصر الكبير من برنامج مماثل لفائدة 440 أسرة .
انطلاقة برامج جديدة بقيمة 147 مليون درهم بكل من العرائش القصر الكبير وتشمل برنامج إعادة هيكلة أحياء ناقصة التجهيز أو آيلة للسقوط بكلفة تقدر لأكثر من 100 مليون درهم ، يستفيد منها قرابة 30000 نسمة .
ومن المنجزات المهمة التي يجب الإشارة إليها :
إنشاء نواة الجامعة بالعرائش والتي تقررت في قانون المالية 2007 ، على أن يتم إقرار ميزانية التجهيز المتعلقة بها سنة 2008 .
بنائ الحائط الوقائي ضéد الفيضانات بالقصر الكبير بتكلفة 120 مليون درهم
توسيع ، إصلاح وصيانة ميناء العرائش والمرافق التابعة له ."
وينتهي منشور الأستاذ عباس الفاسي الدعائي من الماضي والحاضر ليدخل في وعوده المعسولة بالنسبة للمستقبل القريب ليؤكد على ما يلي:
" الآفاق المستقبلية 2007 ـ 2012 بالنسبة للإقليم :
بالنسبة للماء : يتوفر المكتب الوطني للماء الصالح للشرب على برنامج مستقبلي يهم المجالين الحضري والقروي بتكلفة تبلغ قرابة 204 مليون درهم مع تعميم التزويد بالماء لصالح 273000 نسمة ويتم التمويل بشراكة بين المجلس الإقليمي والبنك الألماني للتنمية .
تشييد مؤسسات صحية جديدة ومجهزة تجهيزا عصريا .
تنفيذ برنامج تحديث الملعب البلدي بمدينة العرائش .
إنجاز ملاعب صغيرة بالأحياء والجماعات القروية .
بناء ، ترميم وإصلاح العديد من المساجد وتحسين وضعية القيمين عليها والعناية بالمقابر.
ترميم المدينة القديمة .
إرجاع كل اختصاصات مندوبية وزارة الثقافة من تطوان إلى العرائش .
دعم مشروع اللوكوس السياحي .
تنويع الأنماط السياحية و الاهتمام أكثر بالسياحة الجبلية والقروية من أجل تشغيل الشباب.
الاهتمام بالتكوين المهني
معالجة وضعية السير بمدينتي العرائش والقصر الكبير وتخصيص أماكن كافية لوقوف السيارات .
إحداث قنطرة للراجلين على وادي اللوكوس تربط المدينة بالمنطقة السياحية .
حل مشكل النظافة والحفاظ على البيئة والاعتناء بالمناطق الخضراء .
الاهتمام أكثر بقطاع الصيد البحري والعاملين فيه وتشجيع الاستثمار في هذا القطاع .
برنامج تأهيل إقليم مدينة العرائش والذي يرتكز على :
قطاع الفلاحة . قطاع الكهربة القروية . قطاع التربية الأساسية . إنشاء طرق ومسالك جديدة . صيانة وتوسعة مرافق الميناء . إنشاء سبعة مؤسسات تربوية جديدة وتأهيل ثمانية و إصلاح ثلاثة . ترميم وصيانة مواقع الكوماندانسيا ، موقع اللوكوس ، حصن النصر ، برج اليهودي . مراعاة الشفافية والإنصاف في توزيع البقع الأرضية في إطار إعادة هيكلة أحياء الصفيح يأخذ بعين الاعتبار الحقوق المكتسبة في النزاع القائم بيتهم وبين وزارة الأوقاف. تعميم المشاريع الممولة من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على كافة جماعات الإقليم .
تأهبا مدينة القصر الكبير والجماعات القروية :
دعم برامج ومشاريع تمكن من خلق فرص الشغل بالعالمين الحضري والقروي . تنفيذ البرامج السكنية التي تروم القضاء على الأحياء الصفيحية والعشوائية . تعميم المشاريع الممولة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على كل جماعات الإقليم . فتح فروع للمكتب الوطني للكهرباء في كل الجماعات القروية من أجل استخلاص الفواتير لتجنيب المواطنين تكاليف وعناء السفر للمكاتب المركزية بالقصر الكبير.
تروم هذه الإجراءات تحسين أحوال السكان وكذلك خلق الجو الملائم لجلب الاستثمارات الأجنبية والوطنية للمنطقة . وبالموازاة مع هذه المجهودان التي بذلت وتلك إلي ستبذل مستقبلا هناك ضرورة لتشجيع المجتمع المدني وتمكينه من آليات العمل ، وحث الوزارة المختصة على تمويل الجمعيات الجادة والفاعلة . إن ما تم إنجازه هو نتاج عمل مستمر ودؤوب لصالح الإقليم بمساهمة كل من السلطات الإقليمية والمنتخبين وفعاليات المجتمع المدني .ù


لن أحيل الملاحظين (وما أكثرهم) على وثيقة مشابهة سبق لكاتب العام لعمالة إقليم العرائش أن قدمها مخاطبا من جرائها جموع الحاضرين من سلطات محلية على اختلاف درجاتها من المسؤولية والتخصصات ، ومن رؤساء الجماعات المحلية ، ورؤساء بعض الجمعيات الثقافية / الاجتماعية والرياضية بالإقليم . وكانت مناسبة، كتبت عنها بتفصيل في جريدة " القصر الكبير"آنئذ. ولا تعليق لي شخصيا عن فحوى نفس المنشور الذي طبع الأستاذ منه بالآلاف ووزعه على نطاق واسع داخل مدينتي القصر الكبير و العرائش ، الذي حضر وهو مقتنع أنه لن يحصدا منهما غير أصوات قلة لأسباب سأعمل على ذكرها حينما أصل لفقرتها مستقبلا .
... صراحة، لست ضد أحد،إنما هي ملاحظات موجهة ، وباحترام شديد ، لمن ظن أننا في هذا الإقليم مجرد أكباش يبيع فيها ويشتري وقتما شاء هيكلة الأحوال التي أصبحت على الصعيد الوطني مثار جدال في الداخل والخارج بنغمات متفاوتة الأصداء . وإن كنت منذ البداية مستهدفا ، وخاصة من طرف جهة ، بقدر ما سرها ترشيح نفسي لسبب سأصل إلى شرحه ، بقدر ما أخذت كل احتياطاتها ليكون وجودي غير مشكل لآي دور يذكر. ومن أجل هذه النقطة الثانية تفننت وأبدعت وهيأت كل الإجراءات في سرية مطلقة توهمت أنني لن أصل لحل رموزها الواحدة تلو الأخرى أسجل اللحظات التي عشتها و أنا أراقب الكمائن المنصوبة لي بمتعة وسعادة لأنني شعرت " أن جانبا له ماله داخل هذا الإقليم منحني من الاهتمام ما أكد لي أنني مراقب حتى تمر حملة أحدهم الانتخابية كما خطط لها .
... كان الأستاذ عباس الفاسي يعيش على أعصابه وهو يتلقى الأخبار أولا بأول . ومن اعتقد أن أعضاء من حزبه محليا أو الوافدين معه من الرباط أثروا في توجهاته أو تنقلاته حسب الأماكن المختارة التي خصها بتجمعات خطابية / تواصلية ، من اعتقد بهذا فهو مجانب لصواب ، الأيام القادمة ستظهر صدق ما أقول ، لأن الأسرار في هذا الإقليم صعب حصرها في جانب واحد لمدة طويلة ، خاصة والمنافع لن يكتب لها الوصول إلى المنهل المعني ، لآن المقصود كان خدمة الصالح العام ، أو هكذا سيصبح الجواب . ومن هنا ستستخلص بعض الدروس من طرف أناس اعتقدوا أن الحكومة المقبلة مؤهلة ستكون لضمان نهضة الإقليم على شاكلة ما تصوروا ، ولا زالوا، إن التحق " فلان " بها عن طريق نجاحه في الانتخابات عن دائرة العرائش . وحتى أبين أنني كنت مستهدفا ما تعرضت إليه في مقر عمالة الإقليم ، إقليم العرائش ، وتحديدا داخل قاعة الاجتماعات الكبرى بنفس المؤسسة التنفيذية . والاجتماع منعقد تحت عنوان: " الاجتماع المنعقد بمقر عمالة الإقليم مع المرشحين لانتخابات أعضاء مجلس النواب.. اقتراع 7 شتمبر سنة 2007 ".
... ما كنت لأحضر الاجتماع فقد أدركت ما ستثار فيه من نقاط واتصلت بزميلي السيد شفيرة (رئيس جماعة أولاد أ وشيح) حتى ينوب عني إن سأل السيد العامل عن سبب غيابي . لكن مكالمة تلقيتها من قسم الشؤون السياسية بنفس العمالة يلح فيها محدثي على حضوري شخصيا ومعي الثلاثة المتضمنة أسماؤهم لائحتي الانتخابية بصفتي وكيلا لها، لبيت الدعوة لأجد مفاجأة تنتظرني، الملف الذي وزع علينا كتب فيه اسم الحزب الذي أنتمي إليه كعضو في مكتبه السياسي. ومنسق جهوي له في جهة طنجة / تطوان ، كتب هكذا : "حزب اللائصلاح و التنمية" ، فأدركت ساعتها أن الفاعل خلفيته مبيتة ، أن أقوم أحتج احتجاجا مشوبا بما يلزم إحضار القوات المساعدة لمواجهة الموقف المستحدث كما جاء به سيناريو الجهة التي لها يد في الموضوع ، لكن احتجاجي بالصفة المتحضرة التي جاء بها حزم على نفس الجهة متعة حصول ما كانت تتوخاه من نتيجة . كانت القاعة غاصة ، والأستاذ عباس الفاسي في نقاش مطول مع الأخت العزيزة المحترمة خديجة الضافري الثانية قي قائمة مرشحي حزب الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وإحدى المناضلات البارزات لا على صعيد مدينة القصر الكبير (المنتمية إليها جذورا ومولدا ونشأة عملا كموظفة بوزارة العدل بمكتب النيابة العامة) وإنما على الصعيد الوطني ، ولها من المواقف المشرفة ما جعلها تحظى باحترام الجميع ، وانشغال الأستاذ عباس الفاسي بحديثه مع الأخت الكريمة لم يمنعه من تسليط نظرات ذات معني علي ، وكأنه ينتظر مع المنتظرين متابعة الكيفية التي سأحتج بها عن ما أصاب حزبي من ضرر معنوي ، وحتى السيد العامل تأخر بعض الوقت بإيعاز من نفس الجهة بتعليل لم يكن صحيحا أن المرشحين لم يكتمل حضورهم كلهم بعد . كلما اقترب مني مسئول من مسؤولي قسم الشؤون العامة لاسترجاع الملف الذي حصلت عليه كباقي المرشحين حتى لا اتخذه حجة إلا وقابلته بجملة واحدة لا غير" ابتعد عني " وإلا حملتك مسؤولية ما قد يحصل ، ولم يسع رئيس هذا القسم إلا أن حضر بنفسه في عنترية و كبرياء ليطلب مني بلغة سلطوية لا رائحة فيها للمفهوم الجديد للسلطة بأن أعيد له الملف ، فأجبته بالحرف الواحد : " عد من حيث أنين ولا شأن لك لا بي ولا بالموضوع الذي أحملك فيه مسؤولية ما جرى ، والحزب بك أو بسواك سيبقى حزب الإصلاح والتنمية وليس حزب اللائصلاح والتنمية ، على العموم الكلام مع رئيسك المباشر (العامل) أما أنت فيستحسن أن تبتعد عني والآن . كاد الموقف يتحول إلى ما لا يحمد عقباه حينما سمعته يأمر أحد أعوانه بتهيئ القوة المساعدة ، لكن في أقل من ثانية انساب التعقل يبعدني من تنفيذ ما يتمنى أن يحصل هذا الرجل ، وبذلك تمكنت من الانتصار المعنوي عليه انتصارا اعلم أنه سيظل محفورا في لبه مهما انتقل إلى أمكنة مرشح هو للانتقال إليها آجلا أو عاجلا .



وهكذا بدت أمارات ارتكاب الأخطاء المقصود بها ومنها خلق توترات بلا معنى اللهم لحاجة في نفس " جهة " معهود لها السباحة في مستنقع إلهاء الغير بأشياء صغرى مرشحة للتوسع تلقائيا لغاية إقصاء من لوحظ فيه القدرة على الوصول لنوعية التوابل المضافة لطنجرة طهي نتيجة ما بكيفية لا يتسرب الشك لآدني مراحل تنفيذها . إنها أقضية حصلت وليست بالفرضية، ومهما احتدم الجدال، " الجهة " عملت على توفير ما يقتدر به على مواجهة أي طارئ محاطة حتى بتقنيات الاستفزاز لإنتاج اندفاع متهور ما، في وقت معين تريده يتم فيه توظيف ما يترتب عنه كحجة مصطادة يدافع بها الباطل عن كيانه. هي ذي الحقيقة ، لم أتزيد في شأنها أو أنقص ، وبين يدي لواحق و تتمات بما يترك تلك " الجهة " تقع من تلقاء ذاتها في الحفرة التي أرادتني الوقوع فيها انتقاما مني ، وخوفا من رد فعلي معززا بالمعلومة الصحيحة .
... حضر السيد العامل ليترأس الجلسة / الحدث، فتحدث عن مغزى اللقاء معرجا على خطاب سبق الملك محمد السادس أن ركز فيه على الانتخابات والوقوف بحزم لتمر في نزاهة وشفافية. حاول العامل أن يبدو طبيعيا إن لم أقل سعيدا ، بين الفينة والأخرى يسلط علي نظرات وكأنه يطمئنني بها أن قضية الخطأ المرتكب في حق "حزبي" وصلت لعلمه ، وعلي أن لا أقلق ما دامت بسيطة ، ولا يمكن الخروج بها لتكبر وتتوسع . أحسست بهذا مقارنة مع تصرفات لم تعد مجهولة لدى الكثيرين ، يبديها هذا المسؤول التطواني النشأة في مثل الحالات المنتهية بفض النزاع مؤقتا . كان العامل وقتها يريد أن تمر الأمور ولا شئ يعكر صفوها لأنه مدرك دقة الموقف الملزم بتقدير أهميته القصوى ، خاصة وأسماء المرشحين في دائرة العرائش مكونة من شخصيات لها مكانتها وحضورها المميز على الساحة السياسية ،أ والنقابية أ والحقوقية أو الإعلامية ، أو الاقتصادية ، أو التجارية ، أو الثقافية حيث نجد :
ـــ عباس الفاسي عن حزب الاستقلال.
ـــ سعيد خيرون عن حزب العدالة والتنمية.
ـــ عبد العزيز الرغيوي عن حزب الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية .
ـــ مصطفى فريحة عن حزب الحركة الشعبية .
ـــ سعيد بن رحمة عن حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية .
ـــ أحمد القاسمي عن حزب جبهة القوى .
ـــ محمد بوكير عن حزب الإتحاد الدستوري .
ـــ محمد السيمو عن الحزب الوطني الديمقراطي .
ـــ عبد القادر جويهر عن حزب تحالف الطليعة والمؤتمر الاشتراكي الموحد .
ـــ منصور شفيرة عن حزب مبادرة المواطنة والتنمية .
ـــ قاسم فرجاني
ـــ عب الحميد المطاهرة عن حزب التقدم والاشتراكية .
ـــ العربي الأشهب عن حزب العهد .
ـــ مصطفى منيغ عن حزب الإصلاح والتنمية .
ـــ عبد الإله لحسيسن عن حزب التجمع الوطني للأحرار.
ـــ أمال الهواري عن حزب التجديد والإنصاف .
ـــ خديجة الحماس عن حزب العمل .
عامل الإقليم السيد محمد الأمين المرابط الترغي مدرك لكل تلك المعطيات ، وربما كان أحد المسؤولين الإقليميين المسلطة عليهم عدسات المؤثرين على الرأي العام وطنيا ودوليا ، و لا أقول وزارة الداخلية التي اكتفت مصالحها المختصة بإعطاء التعليمات المتعلقة بالموضوع ، وما الحرص المتجلي على حركاته الظاهرة إلا رسالة تؤكد ترجمة تلك التعليمات إلى وقائع ملموسة لا غبار عليها . بعد ذلك أخذ الكلمة بالتتابع السيدان وكيلا الملك لدي محكمتي العرائش والقصر الكبير الابتدائيتين ، ليذكرا الحاضرين بالإجراءات القانونية والاستعدادات الموضوعة رهن إشارة مرور العملية الانتخابية من بدايتها إلى النهاية في أحسن الظروف و أقوم طريق . بالفعل توفقا المسؤولان في توضيح الصورة ليتبين للجميع أن الحزم هذه المرة آخذ مكانته في الطليعة بحكم تطبيق القوانين المعمول بها في هذا الصدد تطبيقا يكفل إحقاق الحق بما ترمز إليه الكلمة من معنى وإجراء .
تمنى السيد العامل ضمنيا لو اكتفت الجلسة بمن تحدث أثناءها لكن عباس الفاسي كان سباقا لرفع يده طالبا الكلمة ، وهنا أدركت أن السيد العامل مصاب في أولى أسئلة نجاحه تلك المتوقفة على مواقفه التلقائية بعدم التنسيق بينه ورئيس قسم الشؤون العامة أو ما أصبح يسمي حاليا بالشؤون الداخلية وتلك مسألة سأتطرق إليها بالشرح في مكان متأخر من هذا المقال . فما كان عليه إلا تلبية طلب زعيم حزب الاستقلال الذي صراحة لم يكن موفقا في تدخله المتضمن معظمه نصائح أراد أن يمدنا بها ، وهو أجدر أن ينصح بها نفسه لسبب يطول شرحه ، وما تبقى سخره في الدعاية التي لم يكن المقام مقامها ولا الظرف يسمح بها . بعد الأستاذ عبد القادر جويهر جاء دوري في الكلمة لأرتجل على مسامع الحاضرين ما مجمله:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين إلى يوم النشور والدين
السيد العامل
السيدان وكيلا الملك لدي محكمتي العرائش والقصر الكبير الابتدائيتين
السادة والسيدات
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . وبعد :
أتيت لأحضر هذا اللقاء المبارك ولم يكن في نيتي التحدث فيه ، لأنني أدركت مغزاه وسبب انعقاده . لكن حينما ارتكب ما ارتكب في حق الحزب الذي أتحمل فيه مسؤولية عضو المكتب السياسي ، فواجب علي المطالبة بالأنصاف الذي يجعل منكم القيام بعمل إصلاح الخطأ الذي تتحملون مسؤولية وقوعه أيها العامل بحكم رئاستكم هذه المؤسسة الإدارية والمشرف المباشر على تدبير كل صغيرة وكبيرة فيها . بالنظر لسطح ما ارتكب يبدو الأمر تافها لكن الجوهر شئ آخر لا يمكن السكوت عليه إن كان المقصود إلحاق الإهانة بحزب يحظى وجوده الشرعي بكل ما يلزم من تقدير وينظر إليه باحترام داخل الساحة السياسية بالمغرب . أتمنى صادقا أن لا يتكرر الخطأ ويكتب اسمه في الأوراق الرسمية للعمالة وغير العمالة على الوجه الصحيح " حزب الإصلاح والتنمية " وليس حزب اللإصلاح والتنمية كما هو مخطط في هذا الملف الموزع علينا من طرف المشرفين باسمكم على هذا الاجتماع .
... العامل يقاطعني قائلا :
ـــ الأستاذ مصطفى منيغ ، أقدم لك اعتذاري عن ما وقع . الأمر متعلق بخطأ مطبعي ، ومع ذلك اعتذر لك ، أعدك أن يكون حرصنا مستقبلا موجها لتجاوز مثل الأخطاء بالتدقيق في الأسماء.
... أجبته :
ـــ بما أنك قدمت اعتذارك لي وبواسطتي لحزب الإصلاح والتنمية أعتبر الأمر منتهيا ولن أقدم على اتخاذ أي خطوة كنت انوي الاتجاه بها لمسار لن أتوقف فيه إلا ومرتكبي هذا الخطأ الفادح وقد بينوا عن سلامة نيتهم أو الشروع في خلق متاعب نحن جميعا في غنى عنها . اعتذارك السيد العامل ساهم حقيقة في إنهاء الموضوع عند هذا الحد والسلام.
... الكثير من الزملاء وكلاء اللوائح المرشحين في نفس الاستحقاقات التشريعية ليوم 7 شتمبر الشهير التقوا بي خارج بناية العمالة مهنئين إياي عن الموقف الصارم الذي واجهت به عامل الإقليم والرسالة الواضحة الدلالات التي جاءت ضمن تدخلي تعطي عباس الفاسي درسا لن ينساه أبدا . وعلى ذكر الأخير تيقنت أن مفاجأة نجاحه لم تعد في منأى عن الحدوث لتصبغ هذه الانتخابات باللون الذي ستدشن المرحلة القادمة به نفسها وليتخذ فقاعته من يتخذ رمزا للانبهار المصحوب بالتدخل العنيف استرجاعا لهبة النفوذ الذي اعتراه فتور لفرط ترويج لديمقراطية لن تكون أبدا كما ظن المنحازين ( ولو عن غير إقناع تام ) بأن تدبير الشأن العام بها أصبح أمرا مؤكدا . ومع ذلك رجعت إلى مدينة القصر الكبير لأوزع في أول يوم رسمي قانوني للحملة الانتخابية عددا من جريدة ضمنته مقالا يضع إستراتيجية موقفي المبني على الاعتماد الجاد على منتخبي مدينة القصر الكبير . جاء فيه وبكل وضوح ما يلي :
منذ عقدين على الأقل والكل يعلم ما نشرته في وسائل الإعلام المكتوبة أو المسموعة من حقائق تفسر بوضوح تام حالة التهميش و اللاعدل المسلطة على هذه الناحية عموما ، ومدينتي : القصر الكبير و العرائش خصوصا ، تلك الحقائق التي ظلت متداولة تحكي لمن توافد عليها من مسؤولين وما استقر فيها من مواطنين ، عن قمة الاستهتار والتخلي المطلق على كل الوسائل المادية والمعنوية لخلق نواة اي نشاط يسعى إلى وضع قاطرة النماء على خط قويم يوصل الراغبين قي رؤية المنطقة كسواها من المناطق المغربية وقد أقلعت تحقيقا لازدهار منشود ، لكن لا حياة لمن تنادي .. والمقصود هؤلاء الذين كان الأمل معلق عليهم من منتخبين على المستويين المحلي والبرلماني . فما عهدنا برلمانيا منتسبا لمدينتي القصر الكبير أو العرائش ، بمختلف التقسيمات الإدارية المطبقة على الإقليم ، حقق ولو جزءا ضئيلا من طموحات السكان ، وهو المصرح إبان الحملات الانتخابية السابقة أنه لن يهدأ له بال ، ولن يرتاح حتى يحقق ما تستعيد به المنطقة مكانتها ، ويتضح بعد ذلك ، أن المسألة كانت مجرد ثرثرة في الهواء الطلق لاكتساب ثقة المصوتين عليه ، وما يكاد يمر وقت وجيز عليها حتى تتبدد من تلقاء نفسها ، وهكذا دواليك
ليس من شيمي الإتيان بما لا يعتمد على أساس حينما أود التحدث عن الحالة هنا في هذا الإقليم البئيس بكل المقاييس، رغم قدراته وإمكاناته وموارده الهائلة التي لا ينقصها إلا التخطيط المتجه نحو خدمة الصالح العام وليس الخاص ، والتدبير المحكم الصادر عن كفاءات بشرية لمسؤولين وضعهم القدر على رأس السلطة التشريعية المحلية ، أو ممثلي السكان في البرلمان بغرفتيه. لذا سأقتصر على تذكير البعض، ممن وعد بالخير، فلم نحصد من ورائه غير نتاج الحبر، في تقارير يحركها، تغطي فشله بافتراء واضح مفتعل.
ـــ العرائش في حاجة لبرنامج عملي قادر على مواكبة متطلبات ما تزخر به من مؤهلات طبيعية ، ميناءا كان المقصود،أو مجالا فلاحيا ،أو السياحة وما يلحقها من صناعات .. برنامج موضوع بنية إخراج هذه المدينة (الجميلة بساحلها وسهلها ، المثقلة بعبق التاريخ وأمجاد حضارة الإنسان المغربي القديم ) من ضيق وضعها الآني ، إلى رحاب المشاركة في عمليات الارتقاء والتطور التي أصبحت تشكل الحل الأول والأخير لتقدم المجتمعات وحصولها على حقوقها الاجتماعية كاملة غير منقوصة .. برنامج تتهيأ له الدولة ليصبح ساعة التنفيذ حقيقة ملموسة وليس خطابات تلوك بها ألسن جهات معينة سعت لذر الرماد في العيون لأسباب أصبحت مكشوفة لدى الجميع ، ولا حاجة لاستقراء أبعاده بكل التفاصيل . تتهيأ له الدولة بإمكاناتها المادية ، وتدخلاتها من جانب المراقبة الصارمة حتى لا يقع التلاعب فيذهب الجوهر هباء وتنطلي الحيل بعامل بريق السطح المزيف . صراحة السكان فقدوا ثقتهم في المجلس البلدي ، خاصة بعد فشله في إنجاز مشاريع كبرى تمكن المدينة من إنتاج ما يعزز الموارد ويخلق فرصا حقيقية لإنعاش مجالات حيوية ، وفي المقدمة مجال التشغيل ، وأيضا جمود هذا المجلس نفسه الظاهر في عدم قدرته على ابتكار أي عامل يحرك المدينة صوب تصريف طاقات ساكنيها فيما يعود بالنفع العميم على الجميع . وما يقال عن المجلس البلدي يتكرر في حق برلمانيي المنطقة دون استثناء ، ومنهم أمين عام حزب من الأحزاب الذي لا يجد غير هذه المدينة ( وهذا الإقليم المهمش ) ليحط الرحال بنية الحصول على مقعد في البرلمان لا غير .
ـــ القصر الكبير حدث ولا حرج ليس ثمة ما يفرح. الأمر لا يتعدى ذاك الإناء المملوء بما لذ وطاب يغترف منه من أوصله الزمن الرديء لدفة النفوذ في نلك المؤسسة ( التي لم يعد لها هي الأخرى لا طعم ولا لون) ما يؤمن به مستقبله وذويه ( أو هكذا يظن ) حتى إ7ذا استفاق من غفوته يجد أمامه إحدى الحلين : البقاء محليا لحصد ما زرعته يديه من سلبيات ظاهرة ، أو الرحيل ليحيا ما بقي له من عمر منبوذا ، أما الخاسر الأكبر " القصر الكبير " طبعا .
ـــ ملخص القول.. إقليم العرائش بمدينتي القصر الكبير و العرائش ، وقراه ، ودواريره .. في حاجة إلى ممثلين للسكان ، أولا في البرلمان ، على درجة عالية من الفهم لما تقوم عليه السياسة الرسمية للمغرب ، ويستطيع التأثير وسطها لاستخراج ما يفرض الانتباه لهذه الناحية بتركيباتها وما تكونه من مفتاح ( مصنوع بحكم التراكمات ، منذ الاستقلال إلى مثل الأوقات، بمواد قابلة للانصهار، أو رافضة لتكون علامة داخل معادلة، أفرغت قالبها رؤى كيماوية الهدف.. وضعت للأسف بمقاييس خاطئة لمواجهة أولويات أخرى متجددة من تلقاء نفسها . لو فكر أصحاب مثل الرؤى في العمق بدل الطبقة العليا ) مفتاح معالج لأضخم مزلاج مرصودة به أكبر باب، ليتكسر بالعملية جمود تواصل إنمائي ظل حبيس عقليات لا تحب الخير لهذا الجزء من الوطن.
... إقليم العرائش في حاجة إلى ممثلين لسكانه في حجم حاجياته الملحة لعناصر لا تخشى في الحق لوم لائم ، ولا تعرف التهاون حينما يتعلق الأمر بأداء واجب المسؤولية . عناصر تقدم الضمير الحي فيها ، إذ المرحلة لا يتحقق الإخلاص للوطن فيها إلا بالإخلاص للعمل المثمر البناء المنتج لأطيب العطاء ، عناصر غير متباهية بمنصب حكومي ولا حزبي ولا مستغلة لمكانة كونتها لنفسها بما فرضته الظروف السيئة السمعة، وإنما عناصر مؤمنة بالله، خائفة من الله، مطيعة لله. عناصر إذا تكلمت ألزمت الغير بالاحترام لما تقوله والإصغاء الجيد لها ، وإذا قامت لعمل كان الخير سباقا كنتيجة حتمية لما بذلته ، وإذا خططت كان العلم نبراسا يسهل مرور سبل التقدم لما هو أقوم وعلى العموم أنعم ، وإذا قاطعت ، فلا مجال للمفاسد إلا أن تتبدد ، انطلاقا مما ذكر، وهو قطرة في بحر من الحقائق، أقلها مر بما احتوته بدليل من الأوصاف وبمصداقية المعلومات دقيق. انطلاقا من ذلك ، أضع نفسي رهن إشارة سكان إقليم العرائش كمرشح في استحقاقات 7 شتمبر 2007 البرلمانية لخدمتهم الخدمة الصادقة المبنية على الرغبة في إقلاع حقيقي لهذه المنطقة جميعها ، بما فيها وما عليها ، حتى تتبوأ المكانة التي تستحقها عن جدارة . وإن عزمت ترشيح نفسي لخوض غمار هذه العملية الانتخابية ( التي أتمنى أن يهيمن عليها التنافس الشريف البعيد كل البعد عن كل ما يبرهن أن المغرب لا زال تحت تأثيرات العمليات الانتخابية السابقة بكل ما علق بها من تجاوزات ونقائص ) فإنني توكلت على الباري جل وعلا الواحد الأحد الحي القيوم سبحانه لا شريك له ، وعلى ضمائر أبناء مدينتي " القصر الكبير " الذين ترعرعت وسطهم وشاركتهم السراء والضراء على امتداد سنوات عمري ، تساءا ورجالا ، شيوخا وشبابا ، وهم يعلمون أنني لولاهم لما تقدمت أصلا ، لأنني أكثر من اطلع ، ولا زال ، على مشاكلهم ويعايش يوميا معاناتهم المتباينة الأصناف والمخاطر
قيل لي : أنت مقبل على شيء ولا تدري الصخور الموضوعة حيال مسيرك لتقطع عنك طريق النجاح . أجبت : لي الله العالم سبحانه وتعالى بمدى الحب الذي أكنه لسكان مدينتي القصر الكبير ، ويكفيني هذا . هكذا أنا مسلم مغربي " قصري " إلى أن ألقى الله، ونعم بالله.
يتبع

الجمعة، 2 فبراير 2007

No hay comentarios:

Publicar un comentario